الخميس، 8 فبراير 2018

ماكينة طباعة





 فصل من زمانيات المحروسة
ماكينة طباعة



حين تسير في شارع الأزهر ترى العديد من المحال الصغيرة العتيقة تبيع الكتب التراثية و بعض من هذه المحال قد افترش جزءً من الرصيف ، أغلب ما يباع في هذه الحوانيت هي كتب دينية في المقام الأول منها الموسوعات القيمة و منها رخيص الثمن و المضمون .

حين تقلب في صور مصر بعيون المستشرقين سواء من عبر منهم و من أقام في المحروسة و رسم مشاهد يومية منها تتشابه كثيراً الصور القديمة مع ما نراه في عصرنا الحالي .

خان الزراكشة و آل صبيح :

واجهة خان الزراكشة مطلع القرن ال20


واجهته على شارع الأزهر ، واجهة فخمة مبهرة كان الخان من مجموعة مباني محمد بك أبو الذهب ثم استأجرته عائلة آل صبيح و هي من العائلات الرائدة في مجال طباعة كتب التراث الديني في مصر في نهاية القرن التاسع عشر
من إدارة الأوقاف و ما زال العقد سارياً إلى الآن .




عائلة صبيح هي عائلة مصرية عملت في الطباعة لقرابة قرنين من الزمان حتى قررت وقف نشاطها في مطلع الألفية الثانية و لم يبقى منها إلا ماكينة  طباعة ترجع إلى القرن التاسع عشر أدخلت عليها بعض تعديلات لتواكب العصر في الربع الأول من القرن العشرين .



الصور المتتالية لماكينة الطباعة تصوير سالي سليمان 2017






كانت مكتبة و دار طباعة آل صبيح مقصد علماء الأزهر و طلبته و كذلك المستشرقون و تم ذكرها كعلامة مميزة في العديد من المصادر و الكتابات سواءً من كتب عن الطباعة و تاريخها في مصر أو مشاهدات و مذكرات المستشرقين عن الأزهر و ما حوله .
الإمام محمد عبده :

كان من رواد هذه المكتبة الإمام و العالم محمد عبده و قال عنها ( إن مكتبتكم ركن من أركان الأزهر الشريف )
أما المؤسس محمد علي صبيح شرح لنا رسالته قائلاً
( إن أكبر خدمة لحياة الوطن المفدى بالروح و البنين ، نشر العلوم و المعارف بين العالمين ، و أعظم واسطة في هذا النشر طبع الكتب الثمينة عالية القدر ، لأن الزمان قد دار و سار ، وهب الكل يطلب و يتنافس في الصغار و الكبار )
لم يبقى لنا حين نبحث عن كنوز مصر نوثقها بالصورة و المعلومة قبل أن تختفي من واقعنا و تغيب للأبد من ذاكرة الأمة .
يحاول الكثير إخراج آخر فرد يقوم على ما تبقى من أثر لعائلة آل صبيح من خان الزراكشة و لكن نحن نرى غير ذلك ...لماذا لا نترك المكان لهم بضوابط لا تضر الأثر ؟
قصة مطبعة و مكتبة آل صبيح جزء من حكاية المكان ، و فصل من كتاب الزمان الذي لا يهرم في المحروسة .


المصادر :
تقارير لجنة حفظ الآثار العربية
تقارير مشروع القاهرة التاريخية
كتاب النشر العائلي في مصر  دكتور السعيد داود
شكر خاص :
تشكر البصًارة دكتور محمد حسن لتوفير أحد أهم المصادر التي اعتمدنا عليها .

الثلاثاء، 30 يناير 2018

المنفلوطي



 

قبل أن نذرف العبرات
بيت المنفلوطي



بطاقة تعريف بالمنفلوطي :


ولد سنة 1876توفي سنة 1924
أديب مصري من أم أصولها تركية من عائلة الجوربجي ( الشوربجي ) قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، و صياغة عربية في غاية الجمال و الروعة.لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بصاحب له كان يترجم الروايات و من ثم يقوم هو بصياغتها و صقلها في قالب أدبي رائع. كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.


ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط، ونشأ في بيت كريم توارث أهله قضاء الشريعة ونقابة الأشراف قرابة مائتى عام ونهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو دون الحادية عشرة ثم أرسله أبوه إلى الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي و أبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.


المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، كان يميل إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر المجلس النيابيللمنفلوطى أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء.من أهم كتبه ورواياته:- النظرات (ثلاثة أجزاء). يضم مجموعة من مقالات في الأدب الاجتماعي، والنقد، والسياسة، والإسلاميات، وأيضا مجموعة من القصص القصيرة الموضوعة أو المنقولة، جميعها كانت قد نشرت في جرائد، وقد بدأ كتابته بها منذ العام 1907- العبرات. يضم تسع قصص، ثلاثة وضعها المنفلوطي وهي: اليتيم، الحجاب، الهاوية. وواحدة مقتبسة من قصة أمريكية اسمها صراخ القبور، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص ترجمها المنفلوطي وهي: الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية، الانتقام. وقد طبع في عام 1916- رواية في سبيل التاج ترجمها المنفلوطي من الفرنسية.

بيت عائلة المنفلوطي و الذي عاش به مع أفراد من أقاربه و أسرته يرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين . يقع البيت في شارع المنفلوطي في منطقة جنينة ناميش على الحد الفاصل بين السيدة زينب و حي المنيرة ، و كانت هذه المنطقة مع مطلع القرن العشرين محل إقامة الطبقة الوسطى , يعتبر البيت من أقدم بيوت المنطقة و يشغل مساحة كبيرة .

توارثت العائلة البيت حتى وقت قريب تم هجره و اشتراه صاحب محل إصلا ح سيارات !!

البيت غير مدرج على قوائم التنسيق الحضري و لا أي بيت في هذه المنطقة و بالطبع لم يسجل كأثر .
هذا البيت نموذج رائع لإهدار تراث مصر المعماري و دليل على قصور الأداء الحكومي و إهماله لتراث مصر سواءً المادي منه أو المعنوي .

نستبق الأحداث و نؤكد على أن البيت قيمة معمارية فخمة لأديب مؤثر في الحركة الأدبية المصرية ، لا نريد أن نستيقظ على فاجعة هدمه .

لقطات من تفاصيل البيت :














لافتة ورشة التصر للإصلاح السيارات المالك الحالي لبيت الأديب المصري المنفلوطي  


المصادر :
مقدمة المنفلوطي من موقع عصير الكتب ( المقدمة منقولة نصاً من الموقع )
التصوير سالي سليمان