قصاصات بورتريه لم ترسمه ألوان و كلمات الفرنسيس
القرن 18-19
الصوفي الثائر
و
بيت منسي
من أقوال نابليون
بونابرت :
لكنه لم يعرف أن مصر هي
صخرة كبرياء تتحطم عليها أحلام الغرباء .
جاء الى مصر ليحكم الشرق
, طامعا في كنوزها مستهينا بشعبها .
رسموها و لم يروها
...وكتبوا عنها و لم يعرفوها .
تجاهلوا صورا فلم
يرسموها ..و تغافلوا عن فصول فلم يكتبوها .
معا سنجمع قصاصات ترسم
بورتريه لفصل من حدوتة المصريين
توهم نابليون بأن مداعبة
المصريين بالمشاعر الدينية ستفتح له كنوزها وسيدين له شعبها , فقدم نفسه للمصريين
على أنه المخلّص الذي سيقيم العدل و ينهي الظلم.
"بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده ولا شريك له في ملكه "
هكذا استهل بونابرت كلامه في منشور أرسله إلى أهالي المحروسة كانت أهم نقاطه:
1- أن الفرنسيين مسلمين مخلصين ويكنون إحتراما للدين الإسلامي و نبيه الشريف .
2- أنه جاء لتخليص المصريين من ظلم المماليك ولم يأت الفرنسيون كغزاة .
3- تمكين المصريون من شغل مناصب قيادية ومشاركة الفرنسيين للنهوض بمصر وتحديثها واستعادة تاريخها وأمجادها .
4- أكد على حسن علاقته بالخليفة العثماني .
5- وختم خطابه بالتهديد بحرق أي قرية تقاوم الجيش.
و علق الشيخ الجبرتي تعليقا لطيفا على هذا الخطاب فقال : (هذا الكتاب من الكلمات المفككه و التراكيب الملعبكه )
أما الأعجب فهو تعليق نابليون بونابرت نفسه على هذا الخطاب أثناء إقامته بمنفاه في سانت هيلانه بعد 19 سنة من كتابته هذا المنشور (حيث وصفه ان هذا المنشوركان قطعه من الدجل )
سياسات الغريب :
استمر بونابرت في سياسته الإعلامية العازفة على وتر الدين فبالغ في الاحتفال بالمناسبات الدينيه كالمولد الشريف وموالد آل البيت, وحضور حلقات الذكر و التودد الى المشايخ و سؤالهم عن معاني وتفاسير القران , وإظهار الورع و التقوى حتى أنه كان يتمايل في حلقات الذكر مع المنشدين و يرتدي الجلباب و العمامة و يحضر الى المساجد في يوم الجمعة .
قرر بونابرت تشكيل ديواناً من 7 مشايخ من كبار علماء الأزهر ليكونوا حلقة الوصل بينه و بين الشعب المصري لعلمه مدى احترام الشعب لمشايخه ، فقبل من قبل من المشايخ و رفض من رفض , و كان من الذين أبوا الشيخ محمد ابو الأنوار السادات .
أهل القاهرة ومقاومتهم للفرنسيين:
منذ وصول بونابرت إلى القاهرة يوم 25 يوليو 1798 لم يرى المصريون هؤلاء الغرباء الذين تملقوه بالدين و بشروه بالخلاص طوق النجاة , بل على العكس رأوا شرا مستطيرا .
رأوه -عكس ما أراد - أن يروه] تهديدا لدينهم فلم يصدقوا مظاهر ورع نابليون ولكن رأوا تصرفات عسكر الفرنسيس من المجون و كثرة إنشاء الملاهي والقهاوي وسفور النساء حتى أن الجبرتي وصف القاهرة حينها (قاصدا حي الأزبكية ) "ب قاهرة الخلاعه"
كما أن أهل مصر رأوا تكالب الفرنسيس على جمع المال , فصادروا البيوت و فرضوا القروض الإجبارية لصالح جيش الفرنسيس و زادت معاناة المصريين عما كانت.
تلخيص أسباب الثورة الأولى:
- استحالة التعايش السلمي بين حكم الفرنسيس الغرباء لغة وثقافة و عادات عن الشعب المصري بثقافته المتجذرة منذ الاف السنين .
- العامل الإقتصادي و غلاء الأسعار وابتزاز أموال الناس حتى النساء .
- إعدام محمد كريم حاكم الإسكندريه لعدم قدرته على جمع المال المفروض عليه من قبل بونابرت لصالح جيش الفرنسيس فتم قتله رميا بالرصاص في ميدان الرميله , ثم قطعت رأسه و طافوا بها الشوارع محموله على نبوت يسير أمامها المنادي زاعقا : هذا جزاء من يخالف الفرنسيس
- لم يكن بعيدا عن ذاكرة المصريين الحملات الصليبيه على مصر و بلاد المسلمين فما زالوا يروون في مجالسهم السير الشعبية التي تخلد ذكرى بطولات و انتصارات من رحلوا من قوّاد عظام حكموا مصر .
الصوفي الثائر محمد أبو الأنوار السادات :
شمس الدين محمد أبو الأنوار بن عبد الرحمن السادات آل الوفا ينتهي نسبه الى آل البيت الأطهار , من بيت السادات الوفائية التي أسست الطريقة الشاذلية في مصر في القرن ال14 .
تلقى العلم على يد كبار مشايخ عصره ، وتولى منصب شيخ سجادة مشيخة السادات الوفائية في عهد علي بك الكبير ,كان عالما مسموع الكلمة مرهوب الجانب تقبل شفاعته لدى الولاة العثمانيين و أمراء المماليك .
ورث عن والده مالا وفيرا و كان تاجرا يشتري البيوت القديمه و يقوم بإصلاحها ثم بيعها , كما كان له أسطولا نهريا لنقل البضائع و الركاب بين الجيزة و الفسطاط وجزيرة الذهب .
كان من المسئولين عن إدارة أوقاف المشهد الحسيني و بعض مشاهد آل البيت , وكان له وكالات و منزل بجوار المشهد الحسيني و منزلا أخر من أوقاف آل السادات بدرب الجماميز (بالحلميه الجديدة حاليا )
حين وصل بونابرت الى القاهرة كان الشيخ خارجها فطلب منه نابليون الحضور وعرض عليه الإنضمام إلى الديوان ولكنه رفض تولي المنصب , حرص نابليون على التودد إلى الشيخ محمد السادات و كان يزوره في بيته وأهداه خاتما من الماس , وحاول كثيرا عرض مناصب عليه لاستمالته لعلمه بقدره ومقداره في قلوب المصريين إلا أن الشيخ استمر في رفض تولي اي منصب يصب في صالح الفرنسيس .
كان الشيخ أحد المحرضين على ثورة القاهره الأولى و الثانيه و قائدها و بذل الجهد و المال للتخلص من هؤلاء الغرباء المحتلين
فكان يلتقي بالثوار وشيوخ طوائف الحرف في مصر في بيوته و في جامع قره خوجه بدرب الجماميز و يحثهم على الثوره ضد الفرنسيس .
ساعة الصفر 21 أكتوبر 1798 :
تم الاتفاق بين الشيخ السادات و شركاؤه من الثوار و شيوخ طوائف الحرف و مشايخ الأزهر الشريف على فجر يوم 21 أكتوبر لانطلاق الثورة من أمام الجامع الأزهر , على ان يأمر شيوخ الطوائف بغلق الحوانيت (عصيان مدني ) و أن يحث مؤذني القاهرة من فوق المساجد جموع المصريين للإحتشاد للخلاص من الفرنسيس , (كان قد تم تخزين السلاح و المؤن مسبقا .
انطلقت الجموع الثائرة من شعب مصر من أمام الجامع الأزهر ووقفت النساء فوق أسطح البيوت يصرخن لشد همم الرجال المتجهين الى الأزبكيةحيث مقر قيادة الحملة الفرنسية (قصر الألفي بك الذي استولى عليه نابليون )
وصل خبرالحشود الى قيادة الفرنسيس و كان نابليون خارج القاهرة فتحرك الحاكم العسكري ديبوي على رأس حامية من الجند ولكنه لم يستطع أن يفلت من الثوار فقتلوه , زادت حماستهم و اتجه جزء منهم الى دار كافاريللي قائد سلاح المهندسين و الذي من حسن طالعه أنه لم يكن بالبيت حين هاجمه الثوار فحطموا محتوياته , ثم انطلقوا مهاجمين لجند الفرنسيس في شوارع القاهرة .
عاد بونابرت مسرعا الى القاهرة و أمر بزيادة التحصينات و نصب المدافع أعلى جبل المقطم و تعزيز مدفعية القلعة و كان الأمر يتطور سريعا على الأرض لصالح الثوار وخاصة بعد انتشارالخبر خارج حدود القاهرة و بدأ توافد الغاضبين من القرى القريبة , فأمر نابليون بغلق مداخل القاهره فدخل من استطاع و رجع الباقين لاستحالة دخولهم .
في اليوم الثاني من الثورة استطاع الثوار قتل ياور بونابرت سلكووسكي ، فأمر بونابرت بقصف القاهره من القلعة و جبل المقطم ,فانطلق الثوار صوب مسجد السلطان حسن والمساجد المجاورة و سيطروا على مآذنها وأسطحها ، ولكن كانت الغلبة لمدافع الفرنسيس الحديثة فرجعوا متحصنين بالجامع الأزهر وما حوله .
ذهب وفد من مشايخ الأزهر للقاء بونابرت لوقف قصف القاهره , فطلب منهم أسماء المشايخ المشاركين في الثورة و زعمائها فأنكروا معرفتهم بهم وأشترط عليهم أن وقف القصف مرهون باستسلام الثوار وتركهم السلاح ..رجع المشايخ الى المسجد الأزهر و كان خبر لقاءهم بنابليون قد وصل الى الثوار فرفضوا إدخال المشايخ إلى الجامع و رفضوا الاستسلام .
أمر بونابرت بعد أن علم برفض الثوار الإستسلام بقصف الجامع الأزهر و ما حوله بالمدفعية و كاد الجامع أن ينهار من شدة القصف , و انهارت البيوت حوله على من فيها و أحرقت الحوانيت فكان لا يسمع إلا صوت المدافع و القنابل مختلطة بصراخ الجرحى و لايشتم في الهواء إلا رائحة الدم مختلطة بالبارود .
نفذت ذخيرة الثوار بعد أن قتل حوالي 4000 مصري في يومين و 300 من الفرنسيس فانسحبوا من الجامع الأزهر، واقتحمه جندبونابرت بخيولهم وربطوها في قبلته و بالوا وتغوطوا في أنحاء المسجد ، وداسوا على المصاحف و دنسوها و أحرقوها ، و نهبوا كل ما وجدوه من نفائس و أموال في الجامع.
وخطر لبونابرت هدم المسجد و لكنه سرعان ما تراجع عن هذه الفكرة إما خوفا من عواقبها أو استمع لنصيحة عاقل , وقرر الإجتماع بالمشايخ و حملهم مسئولية ما جرى في اليومين السابقين و أمر الشيخ الشرقاوي بأن يتلوا على المصريين الاتي:
أنه سيأمر العسكر بإخلاء الجامع الازهر لإقامة الشعائر الدينيه , على أن يترك حامية بجوار الأزهر لضبط الأمن
و أنه قد عفى عن سكان القاهرة و أنه يعلم من قام بهذه الفتنة !!
و في اليوم التالي كان بونابرت قد أمر الجند بقطع رؤوس من تم القبض عليه و رمي جثثهم في النيل لكي لا يعرفهم ذويهم ، وأمرهم بالقبض على كل من يحمل السلاح ، وكان قد تم اعتقال 13 شيخاً معمماً و ساقوهم الى القلعة في الخفاء فأمر بونابرت بقتلهم بالبنادق
ورموا جثثهم من فوق أسوار القلعة .
استمر نابليون بالتنكيل بأهالي القاهرة وعاث جند الفرنسيس فيها فسادا نهبا وسلبا وإهانه للنساء .
استدعى بونابرت الشيخ السادات لإستجوابه و سؤاله عن أسماء الثوار وكان يشك أنه هو قائد الثورة , فأنكر الشيخ معرفته بأي من الثوار أو المحرضين ، وكان بونابرت قد اضمر قتل الشيخ محمد السادات إلا أنه غير فكره لما يعلمه من مكانة الشيخ محمد السادات في قلوب المصريين و صلاته بشيوخ الطوائف والأمراء والأعيان ، كما أنه شيخ مسن وأن قتله قد يكون أكثر ضررا من تركه.
سيطر بونابرت على القاهرة وأخمد جذوة الثورة الأولى في يومين , ولكنه أشعل قلوب المصريين كرها وحقدا ضده وضد جنده.
استمر الشيخ السادات في نضاله مع شعب مصر وحثهم على المضي في اخراج هؤلاء الفسقة من الديار باذلاّ ماله ووقته في التخطيط لثوره أخرى .
السجن :
حل بونابرت عن مصر وأصبح كليبر هو قائد الحملة و اندلعت أحداث ثورة القاهرة الثانيه في 20 مارس سنة 1800 واشترك فيها كل طوائرف شعب المحروسة , و لحق بهم سكان الضواحي و القرى و استبسلوا في قتال الفرنسيس حتى أنهم قد سطّروا اندهاشهم من قدرة المصريين على الصمود و تصنيع أسلحة بدائية و لكنها فاعلة واستمرت هذه الثورة تقريبا شهركان الشيخ السادات قائدها و أحد أبطالها
أمر كليبر بالقبض على الشيخ السادات و أودعه زنزانة في القلعة نائما على التراب وأمر بتعذيبه بالضرب بالعصا 15 ضربة في الصباح و مثلها في المساء و همّ بقتله و التخلص منه إلا أنه تذكر نصيحة نابليون بعدم قتل الشيخ ، فتفنن في تعذيبه و إذلاله فأمر بالقبض على زوجته و سجنها معه لتراه و هو يضرب أمامها , فتنكسر كرامة الشيخ ، كما أمر كليبر بفرض غرامة مالية قاسية على الشيخ قدرها ب 120 ألف فرنك فرنسي يكون نصفها مالا و نصفها حلي و أثاث و نفائس ، فطلب الشيخ أن ينزل الى داره ليدفع له المال فأنزله من القلعه بحراسة العسكر فجمع ما تمكن من جمعه من المال و عاث الجند في المنزل فحفروه و استولوا على أثاثه وما وجدوه به و بيع بأبخس الأثمان ثم أعادوا الشيخ الى محبسه.
لم تمر فترة طويلة حتى يبتلى الشيخ و هو في محبسه بموت ابنه و يتعنت كليبر في حضور الشيخ الجنازه فتدخل المشايخ فقبل حينها ان ينزل الشيخ أيضا في حراسة الجند ويمشي في جنازة ابنه و يحضر دفنته يحيطه العسكر الفرنسيس و تنفطر قلوب المصريين على شيخهم المسن المسجون .
يرى كثير من المؤرخين أن أحد اسباب قتل كليبر بيد سليمان الحلبي هو ما فعله كليبر من إجرام في حق الشيخ السادات و يوافقهم نابليون الرأي كما ألمح في مذكراته , و بموت كليبر أفرج عن الشيخ السادات .
تولى مينو قيادة الحملة بعد مقتل كليبر و أفرج عن الشيخ لفترة وجيزة ثم توجس منه خيفه فاعتقله و سجنه بالقلعة حتى رحل جند الفرنسيس عن مصر و رجع الشيخ الى بيته.
الشيخ السادات والباشا :
يتوارى اسم الشيخ السادات من صفحات كتب التاريخ فترة من الزمن ثم يعاود الظهور مره أخرى و لكن هذه المره اقترن اسمه بمحمد علي باشا , فكان من ضمن المشايخ الذين أجلسوه على عرش مصر.
و بعد أن استقر محمد على العرش بدأ في التخلص ممن ساعده للوصول و كان من ضمنهم الشيخ عمر مكرم نقيب الأشراف , فبدأ في بث الوقيعة بينه و بين باقي المشايخ وزادت حدة الخلاف بين عمر مكرم و الباشا بعد أن عارض عمر مكرم سياسات محمد علي المالية , و رفض أن يقرها أو حتى يناقشها مع الباشا في القلعة مع كثرة استدعاء محمد علي له ,و في المرة الأخيرة رد الشيخ عمر مكرم رسل الباشا قائلا : لا أصعد الى القلعة و إن كان ولابد من اللقاء فينزل هو يلاقيني في بيت الشيخ السادات ، فاعتبر الباشا ان هذه إهانة لا تغتفر, فعزل عمر مكرم من منصب نقيب الأشراف , و كان قد استمال الشيخ السادات الى صفه وعينه نقيبا للسادة الأشراف بعد نفي الشيخ عمر مكرم الى دمياط في 9 أغسطس 1908
رحيل الشيخ الصوفي
انتقد الشيخ الجبرتي موقف المشايخ واصفا إياهم (بمشايخ الفترة )وقدح فيهم وكان ممن ذمّهم الشيخ الجبرتي الشيخ محمد السادات (من الجدير بالذكر أن علاقة الجبرتي بمحمد علي كانت سيئة وقد نكل به محمد علي ، فكان الجبرتي كارها له وكره كل من تعامل معه ) .
مرض الشيخ محمد أبو الأنوار السادات بعد شهور من توليه المنصب و طال مرضه حتى توفي في 21 مارس 1813 ، وكان محمد علي حينها بالفيوم ولما وصله الخبر أمر بأن تقفل خزائنه و بيوته (مصادرة ) و أن يقبض على كاتب حساباته عبد القدوس القبطي .
عاد محمد علي إلى القاهره فكلمه المشايخ في أموال الشيخ محمد السادات فراوغهم كثيرا , ثم قال لهم أن الشيخ كان طمّاعا جمّاعا للمال و كتب ما تركه و هو كثير الى زوجته وهي كانت جارية اشتراها بمال قليل و لم يكتب شيئا الى أولاد إخوته و خزائن الدولة أحق بماله ...إستمر المشايخ في الوساطة حتى تصالح مع زوجته ,و قيل في إحدى الروايات أنه هددها إن لم تفصح عن كل مال الشيخ السادات بأنه سيغرقها في النيل !! وأخيرا تم الإتفاق على أن تدفع للباشا ألف وخمسة و خمسين كيسا (حوالي 50 ألف ج حينها سنة 1813 ) يترك لها الباقي .
شاهد على الزمان و المكان - البيت المنسي - بيت وقف آل السادات :
في الحلمية الجديدة بعطفة السادات يقع بيت آل السادات و هو أحد بيوت الشيخ محمد ورثه عن أجداده مسجل كأثر رقم 463 سجلته لجنة حفظ الاثار العربيه بعد ترميمه سنة 1951
كان البيت قبلة للفنانين المستشرقين لجمال معماره وتميز شغل الخشب والمشربيات به
من دراسة المكان يتضح أن البيت قد تم بناؤه على مراحل وتعرض أيضا للتدمير كما توضح بعض الصور القديمه , فالبيت على حسب ما هو مذكور في أوراق وزارة الاثار تم بناؤه سنة 1659 م وزيد فيه أو أعيد بناؤه سنة 1754 م .
تم ترميمه أوائل القرن ال20 على يد لجنة حفظ الأثار العربية ، ثم رمم مرّة أخرى تحت إشراف المجلس الأعلى للأثار ابتداءا من سنة 2004 و افتتح كمعلم سياحي قبيل ثورة يناير .
لا نعلم على وجه الدقة متى استقطعت أجزاء من البيت لبناء عمارات سكنيه و اختفاء حديقته !!!!
كما لا يوجد أي ذكر لمن سكن البيت تحديدا قبل الشيخ السادات أو بعده فلا يوجد لدى القائمين على المكان أي دراية بتاريخ البيت و لا من هو الشيخ محمد السادات !!!
البيت مكون من طابقين وسطح ويشتهر بتنوع شغل الخشب من الخشب الخرط في المشربيات الى النقش على الخشب أو الأسقف الخشبية و كذلك قاعته الرئيسة المبنية على عدة مستويات و يكسو جدرانها بلاطات خزفية بديعة وبها نافورة من المرمر و شاذروان ( لوح رخامي مائل يستخدم لتبريد المياه ) يعلوه مقرنصات خشبيه مذهبّة .
هكذا جمعنا قصاصات بورتريه لصوفي ثائر من شعب مصر المحروسة في القرن ال18 وأوائل القرن ال19, و لبيت مهجور لايزوره إلا نفر معدودين اليوم .
قصد الفرنسيس تناسي و تجاهل رسم بورتريه الرجل و البيت لما يمثلانه معاً من ملمح لمقاومة شعب ضد أطماع الغريب و ظلم الحاكم .
بالأمس كان هذا بيد الغريب , و اليوم تعاد القصة بيد من المصريين .
نضع هذه المسئولية بين يدي الشعب المصري ليقرأ تاريخه و يصحح مواقفه لصالح الوطن .
.
المصادر :
-The monument
of historic Cairo
A map & descriptive catalogue
–Nicholas
Warner
-الحملة الفرنسية و خروج الفرنسيين من مصر – دكتور :
محمد فؤاد شكري
- مصر في القرن ال18
دراسات في تاريخ الجبرتي – محمود الشرقاوي
- صور من دور الأزهر في
مقاومة الإحتلال الفرنسي لمصر في أواخر القرن ال 18 – دكتور : عبد العزيز محمد
الشنّاوي
- مصر في مطلع القرن
ال19 – دكتور : محمد فؤاد شكري
- الخطط التوفيقيه – علي
باشا مبارك
-عجائب الأثار في
التراجم و الأخبار – الشيخ عبد الرحمن الجبرتي
- التصوف و أيامه – دور
المتصوفّه في تاريخ مصر الحديث – دكتور : محمد صبري الدالي
شكر خاص الى :
-
مركز دكتور طارق والي
للحفاظ على التراث و العمارة لكل ما قدمه من كتب اعتمدنا عليها , عدا الدعم
المعنوي .
-
دكتور : محمد حسن لتوفير
العديد من المصادرالتي تم الإعتماد عليها لكتابة هذا المقال .
-
أستاذ محمد سليمان في
المعاونه في توفير بعض الصور القديمه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق