الأزبكية
لوحة مرسومة القرن ال19 للبحيره و البيوت و القصور حول بحيرة الازبكيه
في عهد المماليك
في سنة 880 هجرية بدأ أزبك ططخ أحد امراء المماليك عمارة الأزبكية و كانت خرابات و كيمان و أرض سباخ فمهد الأرض و حفر البركة و كلفه ذلك 200 الف دينار , ثم شرع الناس فى البناء حول البركة القصور والدور الفخيمه و أنشأ جامع و حمامات و طواحين و أصبحت منطقة جاذبة للناس على اختلاف طبقاتهم فالأغنياء لهم الدور و القصور وعامة الناس كانت تتنزه فى البركة وأثناء الفيضان يضربون الخيام فى بعض نواحيها و يمضون ايام الفيضان فى اللهو والمرح .
فى عهد العثمانيين و الأسرة العلوية
بنى عبد الرحمن كتخدا الجلفي دارا على الحافه الشرقيه للبركة اشتهرت باسم العتبة الزرقاء ثم الت الى طاهر باشا ناظر الجمارك فى عهد محمد علي ,ثم الى الوالي عباس حلمي الاول حين تولى مصر و الذي هدمها ثم أعاد بناءها لأنه كان يتشاءم من اللون الازرق وسميت العتبة الخضراء
و من أهم الدور ايضا حول البركة كان دار محمد الالفي بك و التي نزل بها بونابرت حين وصل الى مصر اثناء الحملة الفرنسيه
الأزبكية فى عهد الأسرة العلوية من محمد علي الى سعيد باشا
فى عهد محمد علي باشا الكبير كلف برهان بك رئيس الاشغال العمومية و احد تلامذة البعثة المصرية الأولى الى باريس بوضع مشروع لتحويل بركة الازبكية بستان ومتنزه عام
ففعل برهان بك ذلك وأحاط البركة بسور حيث تتحول الى بستان معظم ايام السنة يتنزه به الناس و فى اثناء الفيضان تمتلئ بالماء فيتنزه الناس بالمراكب و حول السور انشأ ترعة لري البستان وزرع حولها اشجار اللبخ
استمر الناس فى البناء حول الأزبكية و انتشرت المقاهي و الحانات عدا البيوت والقصور حتى نهاية عهد الوالي سعيد حيث تدهور الوضع و انتشر البغاء و الأفعال المخلة وكثرت أعمال العربدة كما استغل سكان البيوت الترعة بتحويلها الى زرائب و انتشرت الروائح الخبيثة وبعض الأمراض خاصة عند انحسار المياه
تنزه النساء فى بركة الأزبكيه
صورة توضح المباني حول بركة الازبكية و الاشجار و الجامع
صورة للقوارب و البيوت أكثر وضوحا تعطي فكره عن العمران حول البركة
الأزبكية فى عهد الخديو اسماعيل
اهتم الخديو اسماعيل بالازبكية لارتباطها بمشروع حي الاسماعيلية الذي قرر اقامته متأثراّ بباريس التي عاد منها الى مصر فأمر على مبارك بإعادة التنظيم وترتيب الازبكية لتتسق مع حي الاسماعيلية فتم ردم البركة سنة 1864 و التي كانت تشغل مساحة 60 فدانا حسب ما كتب علي باشا مبارك بعد 4 قرون من زمان حفرها على يد ازبك ططخ
كما تم نزع ملكية البيوت و تعويض اصحابها و تقسيم الارض ووهبها الى من سيعد بإقامة أبنية تتوافق مع ما كان مخططاّ له في حي الاسماعيلية وكان الاجانب من أكثر المهتمين بالبناء فى الأزبكيه و على رأسهم الدوق اوف سيوذرلاند فاقام الفنادق و القصور وحذا حذوه الكثير
أما عن الحديقة الشهيرة بالأزبكية فأنشأت على مساحة 21 فدانا من مساحة البركة الأصلية و قام بتصميمها المهندس باريل منظم حدائق سراي الجيزة و الأورمان و أحيطت بسور من الحديد وكان الدخول بتذاكر
كانت الحديقه بها جداول مياه و برك صغيرة و اشجار نادرة , كما بني بها مسرح الازبكية الكوميدي
فى سنة 1869 تم تخطيط الميدان ووضع تمثال لإبراهيم باشا كلف به المثّال كوردية و تكلف 15430حنيها و قاعدته كلفت 2890 جنيها
كما بنيت الاوبرا الخديوية فى نفس العام و التي حرقت سنة 1971
وفى سنة 1899 تم بناء فندق كونتنتال جراند هوتيل على اطلال فندق نيو اوتيل الذي تم هدمه و مازال الكونتنتال موجودا الى الان يشكو حاله
جانب من حديثة الازبكية و المباني والفنادق المحيطة بها فى عصر الخديو اسماعيل
صوره قديمة لحديقة الازبكية نهاية القرن ال19 و اوائل القرن ال20
صورة توضح البرك والاشجار داخل حديقة الازبكية
الأوبرا الخديوية
صورة من داخل حديقة الازبكية توضح تنسيق الحديقة اشجارها و البرك و أعمدة الانارة أوائل القرن ال20
تذكرة دخول حديقة الازبكية 5 مليمات
خريطة توضح موقع الحدائق و اهم المباني المحيطة بها و الشوارع و ميدان العتبة الخضراء او الأوبرا
مسرح الازبكية
مصير قصر العتبة الخضراء
تحول الى المحكمة المختلطة ثم هدم لتوسيع الميدان و تم بناء محكمة اخرى في شارع فؤاد سابقا 26 يوليو الان ثم تحول هذا المبنى الى دار القضاء العالي
الأزبكية بعد ثورة 1952
تم رفع السور من حول حديقة الازبكية و فتحت مجانا للجمهور و استمر العمل بالمسرح بعد ان تم تجديد بناءه بعد الثورة بسنوات ليصبح المسرح القومي , كما تم تجديد ساحة التزحلق بالحديقة -الباتيناج -و ايضا السينما الصيفى و بني مسرح العرائس ومسرح 26 يوليو
في سنة 1971 احرقت الاوبرا
في اواخر السبعينيات من القرن ال 20 و مطلع الثمانينات ابتدا الاهمال يغزو الحديقه وتختفي تدريجيا والمبان التي حولها بتؤدة وثبات و ازداد شراسة فى التسعينيات حتى اصبح مثالا يدرس فى عشوائية التخطيط وتأصيل القبح
كلمة أخيرة: من الناحية العمرانية و التاريخيه و ايضا التركيبة السكانية تعتبر هذه البقعه من مصر مثال جيد جدا لدراسة و تطورالعمران و تأثيره سلبا وايجابا على المجتمع المصري فمرة كان جاذبا وفى مرات كان طاردا و نتمنى أن يكتب أحد المتخصصين ورقة بحثية لنموذج التطور العمراني و تأثيره على التركيبة السكانية
فندق الكونتينتال -حراند هوتيل
مخطط لميدان العتبة و الحديقة فى الثمانينيات من القرن 20
رابط فيديو للاوبرا و الميدان من السينما سنة 1965
رابط للاوبرا الخديويه منذ انشائها مرورا بأهم الشخصيات التي ارتبطت بها
تحية وشكر خاص للاستاذ محمد سليمان على المساعدة فى البحث عن بعض الصور القديمة
شكرا على المعلومات والصور
ردحذفمسثولية توثيق تاريخ وذاكرة المدينة والمجتمع ترقي لحالة الجهاد والمفاومة دفاعاُ عن الامن القومي لبلادنا ، اشكر البصارة والدكتورة سالي القائمة بتلك المسئولية الوطنية بشكل علمي وصياغة سلسلة للقارئ والمعتم والمتخصص على جد السواء ، بشكل خاص اشكرك على حكاية الازبكية البركة والحديقة .. المكان والانسان ، واقدر دعوتك الكريمة للمشاركة بنقال في هذا المنبر المتير والمستنير قهو شرف ووادب اتمنى ان انتسب اليه واشارك فيه ومعه قي المستقبل القريب .. كل التوفيق والمطالبة بحتمية الاستمرار :))
ردحذفطارق والي
مسثولية توثيق تاريخ وذاكرة المدينة والمجتمع ترقي لحالة الجهاد والمقاومة دفاعاُ عن الامن القومي لبلادنا ، اشكر البصارة والدكتورة سالي القائمة بتلك المسئولية الوطنية بشكل علمي وصياغة سلسلة للقارئ والمهتم والمتخصص على حد السواء ، بشكل خاص اشكرك على حكاية الازبكية البركة والحديقة .. المكان والانسان ، واقدر دعوتك الكريمة للمشاركة بنقال في هذا المنبر المتير والمستنير قهو شرف وواجب اتمنى ان انتسب اليه واشارك فيه ومعه قي المستقبل القريب .. كل التوفيق والمطالبة بحتمية الاستمرار :))
ردحذفطارق والي
بصراحة المدونة رائعة بمعلوماتها التاريخية واسهامتها الجادة فى الحفاظ على التراث .. وكمان فنجان القهوة يجنن
ردحذفنحن عاجزون عن الشكر .. لانه كلمه شكر قليله جدا بالنسبه لسيادتكم ..د / سالى لكم منا افضل التحيه والاحترام والتقدير ..
ردحذفمعلومات قيّمه مدعومه بصور ورسومات عن المكان والتاريخ ليتمكن القاريء من الربط بين المعلومه ومكانها على الارض
ردحذفالف شكر لجهودك وتوثيق تاريخ مصر العظيمه
مدونه راااائعه تحياتي لك يادكتور