الثلاثاء، 14 يناير 2020

معابد الكرنك


معابد الكرنك :

مقدمة تاريخية موجزة :

تعتبر معابد الكرنك أكبر مجمّع معابد على وجه الأرض، و ما زال النقيب و البحث جار في هذا الموقع الذي يدهش علماء الأثار كما يدهش زائري المعبد .
حسب ما توصل إليه علماء الأثار فقد بدء العمل في بناء هذا المعبد الضخم في الدولة الوسطى سنة 2112 قبل الميلاد ، و حرص ملوك مصر منذ هذا التاريخ على إنشاء مبان لهم لتخليد ذكراهم و التقرب إلى أحد أهم آلهة مصر أمون رع ، و حتى بعد انتهاء الحقبة الفرعونية من تاريخ مصر استمرت الإضافات في المعبد في العصر اليوناني الروماني .
و يتميز معبد الكرنك بوجود العديد من طرق الكباش التي كانت تصل المعبد الرئيس للإله أمون رع بمعابد أخرى أشهرها معبد الأقصر و لكنه كما أسلفنا ليس طريق الكباش الوحيد فهناك العديد منها .
تماثيل الكباش :
إن أقدم تمثال بجسد أسد و رأس إنسان هو تمثال أبو الهول الشهير في هضبة الجيزة و الذي يرجع تاريخ بناءه لعصر الدولة القديمة و هو أضخم تمثال منحوت من قطعة واحدة من الحجر إلى وقتنا الحالي ، و منذ ذاك الوقت استمر النحات المصري في نحت تماثيل على هيئة أبو الهول و إهدائها إما للآلهة أو للحاكم فإن كانت مهداة إلى الملك فهي تحمل رأس إنسان ، و إن كانت مهداة إلى الإله فهي تحمل رأس الحيوان الذي يرمز للإله .
في معابد الكرنك نجد العديد من تماثيل أبو الهول تحمل رأس الكبش حيث أن الكبش كان رمزاً للإله آمون رع و كانت توضع على جانبي الطريق المؤدي من معبد الكرنك إلى المعابد الفرعية التي تشترك مع معبد الكرنك في الإحتفالات الدينية المقدسة العديدة في مصر القديمة و خاصة الدولة الحديثة حيث بلغ معبد الكرنك قمة الإزدهار و أصبح قبلة دينية هامّة و ترأس المعابد المصرية .
كما بينا سابقاً أن معبد الكرنك تم بناءه على مراحل منذ الدولة الوسطى و حتى إنتهاء الحقبة الفرعونية و كان الصرح الأخير من بناء الملك نختانبوالأول حوالي سنة 360 قبل الميلاد و تم وضع تماثيل الكباش أمام هذا الصرح و خلفه فيما يعرف بالفناء المفتوح الأول .
فحين يدخل الزائر حرم معبد الكرنك فيكون أول ما يلاقيه صفين من تماثيل الكباش يرجع أغلبها لعهد الملك رمسيس الثاني حوالي 1250 قبل الميلاد ثم يقف مدهوشاً أمام الصرح الأول و يدخل من البوابة إلى الفناء المفتوح الأول المكتظ بأثار من حقب مختلفة على جانبيه و منها تماثيل للكباش تعود إلى فترات مختلفة من الحقبة الفرعونية و منها تمثال يرجع إلى عصر الفرعون الذهبي توت عنخ آمون .
كانت هذه التماثيل في عهد الدولة الحديثة تصطف على جانبي المعبد أمام الصرح الثاني الذي بناه عدة ملوك من الأسرة ال18 و ال19 و تشكل ممر مقدس إلى داخل المعبد قبل أن يتم إضافة جزء جديد للمعبد في عصور مختلفة أخرها الصرح الأول للملك نختانبو الأول .
استيقظت مصر على خبر تم تأكيده من قبل وزارة السياحة و الأثار على لسان الأمين العام لمجلس الأثار الأعلى مصطفى وزيري بأنه بناءً على تعليمات رئيس الوزراء سيتم نقل 4 كباش من الفناء الأول لمعبد الكرنك ، و نحن كمهتمين بالتراث المصري و الحارسين للتراث الإنساني أجمع ( معبد الكرنك مدرج على قائمة التراث العالمي ) نرى أن هذا عبث ما بعده عبث بالأثار المصرية و الإنسانية ، فليس فقط نحن نخالف كل المواثيق الدولية التي وقعتها مصر للحفاظ على الأثار و لكن أيضاً نعرضها للتلف بوضعها في مكان لا يلائم الأثر من حيث درجة التلوث الهوائي الذي سيؤدي في غضون سنوات قليلة لتلف الأثر و إهلاكه .و لا هو بالمكان الآمن للحفاظ على كنز لا يقدر بثمن و نحن نعلم خطورة ترك أثر في الطريق قد يؤدي لسرقته و تعرضه لأيادي العابثين .

هناك 3 تعليقات: