معابد الكرنك :
مقدمة تاريخية موجزة :
تعتبر معابد الكرنك أكبر مجمّع
معابد على وجه الأرض، و ما زال النقيب و البحث جار في هذا الموقع الذي يدهش علماء
الأثار كما يدهش زائري المعبد .
حسب ما توصل إليه علماء الأثار
فقد بدء العمل في بناء هذا المعبد الضخم في الدولة الوسطى سنة 2112 قبل الميلاد ،
و حرص ملوك مصر منذ هذا التاريخ على إنشاء مبان لهم لتخليد ذكراهم و التقرب إلى
أحد أهم آلهة مصر أمون رع ، و حتى بعد انتهاء الحقبة الفرعونية من تاريخ مصر
استمرت الإضافات في المعبد في العصر اليوناني الروماني .
و يتميز معبد الكرنك بوجود
العديد من طرق الكباش التي كانت تصل المعبد الرئيس للإله أمون رع بمعابد أخرى
أشهرها معبد الأقصر و لكنه كما أسلفنا ليس طريق الكباش الوحيد فهناك العديد منها .
تماثيل الكباش :
إن أقدم تمثال بجسد أسد و رأس
إنسان هو تمثال أبو الهول الشهير في هضبة الجيزة و الذي يرجع تاريخ بناءه لعصر
الدولة القديمة و هو أضخم تمثال منحوت من قطعة واحدة من الحجر إلى وقتنا الحالي ،
و منذ ذاك الوقت استمر النحات المصري في نحت تماثيل على هيئة أبو الهول و إهدائها
إما للآلهة أو للحاكم فإن كانت مهداة إلى الملك فهي تحمل رأس إنسان ، و إن كانت
مهداة إلى الإله فهي تحمل رأس الحيوان الذي يرمز للإله .
في معابد الكرنك نجد العديد من
تماثيل أبو الهول تحمل رأس الكبش حيث أن الكبش كان رمزاً للإله آمون رع و كانت
توضع على جانبي الطريق المؤدي من معبد الكرنك إلى المعابد الفرعية التي تشترك مع
معبد الكرنك في الإحتفالات الدينية المقدسة العديدة في مصر القديمة و خاصة الدولة
الحديثة حيث بلغ معبد الكرنك قمة الإزدهار و أصبح قبلة دينية هامّة و ترأس المعابد
المصرية .
كما بينا سابقاً أن معبد الكرنك
تم بناءه على مراحل منذ الدولة الوسطى و حتى إنتهاء الحقبة الفرعونية و كان الصرح
الأخير من بناء الملك نختانبوالأول حوالي سنة 360 قبل الميلاد و تم وضع تماثيل
الكباش أمام هذا الصرح و خلفه فيما يعرف بالفناء المفتوح الأول .
فحين يدخل الزائر حرم معبد
الكرنك فيكون أول ما يلاقيه صفين من تماثيل الكباش يرجع أغلبها لعهد الملك رمسيس
الثاني حوالي 1250 قبل الميلاد ثم يقف مدهوشاً أمام الصرح الأول و يدخل من البوابة
إلى الفناء المفتوح الأول المكتظ بأثار من حقب مختلفة على جانبيه و منها تماثيل
للكباش تعود إلى فترات مختلفة من الحقبة الفرعونية و منها تمثال يرجع إلى عصر
الفرعون الذهبي توت عنخ آمون .
كانت هذه التماثيل في عهد
الدولة الحديثة تصطف على جانبي المعبد أمام الصرح الثاني الذي بناه عدة ملوك من
الأسرة ال18 و ال19 و تشكل ممر مقدس إلى داخل المعبد قبل أن يتم إضافة جزء جديد
للمعبد في عصور مختلفة أخرها الصرح الأول للملك نختانبو الأول .
استيقظت مصر على خبر تم تأكيده
من قبل وزارة السياحة و الأثار على لسان الأمين العام لمجلس الأثار الأعلى مصطفى
وزيري بأنه بناءً على تعليمات رئيس الوزراء سيتم نقل 4 كباش من الفناء الأول لمعبد
الكرنك ، و نحن كمهتمين بالتراث المصري و الحارسين للتراث الإنساني أجمع ( معبد
الكرنك مدرج على قائمة التراث العالمي ) نرى أن هذا عبث ما بعده عبث بالأثار
المصرية و الإنسانية ، فليس فقط نحن نخالف كل المواثيق الدولية التي وقعتها مصر
للحفاظ على الأثار و لكن أيضاً نعرضها للتلف بوضعها في مكان لا يلائم الأثر من حيث
درجة التلوث الهوائي الذي سيؤدي في غضون سنوات قليلة لتلف الأثر و إهلاكه .و لا هو
بالمكان الآمن للحفاظ على كنز لا يقدر بثمن و نحن نعلم خطورة ترك أثر في الطريق قد
يؤدي لسرقته و تعرضه لأيادي العابثين .
آثار مصر هي تاريخ مصر .لا تعبثوا بتاربخنا
ردحذفآثارنا فى كل بلاد العالم . لنا الله
ردحذفStanding alone
أحسنت
ردحذف