الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

السراي الحزين




حكاية من زمن الإسكندرية 
السراي الحزين و تقلبات الزمن
بقلم : الزهراء عوض 

اسكندرية زمان كانت مختلفة تماما ،  كان بها العديد من البيوت و الفيلات ذات الطابع المميزو التي تعبر عن نسيج المجتمع السكندري متعدد الأعراق  .

 على طول الكورنيش وفى الشوارع الجانبية كان لكل فيلا او قصر قصة بعضها عاصرته  وعايشته وبعضها حكى لي عنها جدتى وجدى بعدما تهدم  ، وصادف القدر ان أعيش مكان قصر منهم عمارة طويلة مميزة على الكورنيش فى شارع الاقبال (شارع الميثاق) منطقة السرايا فى عمارة بترو رقم  444 طريق الكورنيش او طريق فاروق الاول( سابقا ) ويطلق عليه ايضاّ  طريق 26 يوليو او طريق الجيش العديد من الأسماء لنفس الشارع أما ما يسميه الإسكندرانية هو  الاسم القديم ...و كان اسم اشهر كازينو فى الإسكندرية الذي امتلكه الخواجة بنياوتى بترو اليونانى.

كان جدى يحكى لى انه كان راجل لطيف جداّ مثل معظم يونانين الاسكندرية وكان بيطلق على نفس الكازينو اسم كازينو السراي واشتهرالكازينو بأن الكثير من المشاهير يأتونه لتناول غذاءهم أو عشاءهم من السمك الشهى والبساريا والكلمارى ومنهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم كان الكازينو يعتبر مكانهم المفضل .

  انهدم  مثل كل ما يهدم و سيهدم   و تم بناء عمارة بترو فى اواخر الثمانينات اوائل التسعينات و لكن  القصة لم تكن فقط قصة مطعم و كازينو بترو  بل كانت أكبر من ذلك .


أصل تسمية منطقة الرمل و محطة السراي :

في منطقة ساحلية من أجمل مناطق حي "الرمل" بالإسكندرية وعلى خط الحديدي لترام الرمل تقع محطة ترام "السراي" ، حيث لا ملامح لأية سرايات أو حتى أطلال لذلك سوى ذلك الاسم الفخيم "السراي" وقد لا يعي الكثيرون لماذا يطلق على تلك المحطة التي تسبق المحطة الرئيسية الشهيرة في خط ترام الرمل محطة "سيدي بشر" مسمى محطة "السراي" والتي وإن كانت لتلك المنطقة سمات مميزة لها ، فإن السمة الأساسية لها هو الهدوء والرقي حيث مازالت بعض آثار الماضي القريب من فيلات وحدائق قائمة ببعض الشوارع الداخلية بالمنطقة ، ولكن مع ذلك لا أثر بالمنطقة لسرايا أو حتى لقصور فخيمة 
.
- يرجع مسمى تلك المنطقة بالفعل إلى وجود سراي كبيرة هامة ، كانت من أولى السرايا التي بنيت في منطقة "الرمل" على الإطلاق ، فحتى عام 1858م وعلى الرغم من التطور الذي شهدته الإسكندرية في عهد الوالي "محمد علي باشا" وخلفاءه من الولاة "عباس" ومن بعده "سعيد" ، إلا أن ضاحية "الرمل" لم تكن سوى صحراء تنتشر فيها الكثبان الرملية المتصلة وتتناثر فيها واحات صغيرة فقيرة يأوى إليها بعض الأعراب في مواسم الإمطار ثم ينتقلون نحو الجهات الرطبة الخضراء جنوباً بمديرية "البحيرة" بحثاً عن مراع لأغنامهم وأبلهم ، وكان وراء تلك الكثبان قرية صغيرة تسمى "الرملة" يعمرها قليل من السكان ، وكانت الحكومة المصرية تعتبر تلك المنطقة من المناطق العسكرية التي لا يجوز لغير أهلها الأنتشار فيها إلا بإذن خاص من السلطات ، وكانت تقوم في تلك المنطقة فضلا عن قرية "الرملة" أو كما أطلق عليها "الرمل" عدة قرى أخرى صغيرة هي قرى "الحضرة" و"السيوف" و"المندرة" إضاف إلى منطقة "أبو قير" المشهورة تاريخياً وفي نهايات عهد والي مصر "محمد سعيد باشا" وبدايات عهد الخديو  "إسماعيل زاد عدد السكان بالإسكندرية من الجاليات الأجنبية والسكان الأصليين على التوازى، كما زاد بالتالي عدد سكان تلك القرى الواقعة شرق المدينة ، ونتيجة لتلك الزيادات بدأ التطلع إلى التوسع نحو الشرق حيث الأراضي المتسعة الرخصية الثمن ، وبخاصة مع مد خط السكك الحديدية ما بين القاهرة والإسكندرية

والذي مر بجهة "الرمل" وبالقرب من قراها ، فضلاً عن توافر مياه الشرب بعد مد ترعة "المحمودية" ومع البدء في تركيب "وابور مياه" رئيسي بالمدينة بعد أن صرح والي مصر "محمد سعيد باشا" بذلك عام 1858م لتنقية المياه وتوصيلها للمنازل ، كل ذلك أدى إلى زحف العمران تدريجياً نحو الشرق حتى بدأت تلك القرى الصغيرة في الألتحام بالمدينة الأصلية وضاحية الرمل ، فكان الأمتياز الذي تم منحه للسير "إدوارد سان جون فيرمان" في 16 أغسطس عام 1860م، ليتم تأسيس شركة خاصة بذلك في 16 أبريل عام 1862م تنازل لها السير "فيرمان" عن حق الإمتياز مقابل منحه 30% من الأرباح ليتم في سبتمبر من ذات العام مد أول قضبان حديدية بجهة (مسلة كليوباترا) ميدان "محطة الرمل" حالياً ليتم افتتاحه في 8 يناير عام 1863م لينقل المواطنين بقطار واحد من الإسكندرية (محطة الرمل حالياً) إلى محطة "بولكلي" الحالية.
- ومع تولي الخديو "إسماعيل" سدة الحكم عام 1863م كان له الفضل الأكبر في تعمير حي "الرمل" حيث كانت بداية الخطى المتسارعة لتشييد عدد من القصور كان أهمها على الإطلاق "سراي الرمل"

التي شيدها "إسماعيل" في موقع على ربوة تطل على ساحل البحر في منطقة محطة "السراي" الحالية كما قام "إسماعيل" بتعمير المنطقة المجاورة لها بالكامل حيث قام بمد شارع كبير يبدأ من منطقة باب رشيد (باب شرقي حالياً) وينتهي إلى حدود "الملاحة" بأول ناحية قرية "المندرة" ليمر بمنطقة "سراي الرمل" (وهو الأساس الذي تكون عليه شارع أبو قير أهم شوارع الإسكندرية على الإطلاق في العصر الحالي حيث سمي بطريق أبو قير كونه يصل ما بين المدينة الأصلية وصولاً لضاحية أبو قير في أقصى الشرق)، كما غرس على جانبيه الأشجار المظللة فتشجع أفراد أسرته على بناء العديد من السرايات الأخرى بالرمل ومن أشهرهم "مصطفى باشا فاضل" ولي العهد في بدايات عهد الخديوي "إسماعيل" وشقيقه، حيث ابتنى لنفسه سراي ضخمة من منطقة من مناطق حي "الرمل" حملت اسمه بعد ذلك بمسمى "مصطفى باشا" ( والتي استخدمت كثكنات لجيش الاحتلال الإنجليزي بالإسكندرية في أعقاب الأحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882م وحتى جلاءهم عنها عام 1947م ، وتشغلها في الوقت الراهن قيادة المنطقة العسكرية الشمالية بمصطفى كامل) .
- وتنتسب بذلك منطقة "السراي" الحالية إلى تلك السراي التي شيدها الخديو "إسماعيل" لتصبح مقراً لإقامته في "الإسكندرية" لتضاف بذلك إلى القصر الشهيرة في منطقة "رأس التين" ، ولتصبح "سراي الرمل" هي المصيف الرئيسي للخديو ، حيث يجعل ذلك من تلك الضاحية "الرمل" المصيف الرئيسي للقطر المصري ، حيث أتخذها خلفاء "إسماعيل" مقراً لإقامتهم في الإسكندرية في عهد الخديوي "توفيق" وخلفه الخديوي "عباس حلمي الثاني" والذي أفتتن بالمكان وجعله نزلاً دائماً له حيث مد خط الترام إلى تلك المنطقة وجعلها قاعدة لاستكشافه المناطق المتاخمة ومنها منطقة "قصر المنتزه" التي عمرها الخديوي "عباس حلمي الثاني" عام 1892م حيث شيد القصر وغرس حدائقه، كما مد خط خاص له من محطة "السراي" إلى محطة "المحمدية" (محطة فيكتوريا أو النصر حالياً)

وذلك في عام 1904م، ليصبح خطا خاصا به ، قبل أن يفتتح للجمهور عام 1909م .
- وتظل "السراي" قائمة بالرمل خلال فترة النصف الأول من القرن العشرين حتى يتم في أعقاب قيام ثورة يوليو عام 1952م تحويلها إلى ثكنة عسكرية ، وليطلق عليها مسمى "طابية السراي" أو "طابية سيدي بشر" بعد أن تم تحصينها خلال فترة الحرب العالمية الثانية ، وكذلك خلال حروب عامي 1956م و 1967م ، ولتصبح إحدى نقاط الدفاع عن مدينة الإسكندرية ولتستمر كذلك حتى يتم حصرها ضمن المناطق الحضارية ذات القيمة الأثرية في الحصر الصادر عن جهاز التخطيط الشامل للمدينة عام 1984م، إلا أنه بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وتحرير سيناء عام 1982م، وإنتهاء حالة الحرب ما بين مصر والعدو الإسرائيلي يتم هدم تلك "الطابية" (بقايا سراي الرمل) خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين ليحل محلها فندق خاص بالقوات البحرية (فندق المحروسة)

يشيد على الربوة المجاورة مجموعة من العمارات الخاصة ليندثر بذلك كل ما تبقى من "سراي الرمل" من الوجود ويتبقى منها فقط المسمى والذكرى

السراي الحزين
صورة نادرة لسراي الرمل 


القصة كانت قصر قديم  ،على طابية عالية و منها جاء  اسم المنطقة قبل أن تصبح هذه السراي معلم رئيس في منطقة طابية سيدى بشر اسم السراي هو  سراى الرمل ولكن  اشتهر باسم السراى الحزين .... القصر  بناه الخديو اسماعيل و و غالباّ أعاد بناءه محمد توفيق لزوجته امينة هانم الهامى (أم المحسنين ) سنة 1890  ليصبح القصر الصيفى للعائلة و لكنه مات  قبل ما يدخله فتسمّى باسم  السراى الحزين   ، بعد فترة وجيزة تم انشاء الترام لمنطقة سيدى بشر والسيوف وكان يقال ان القصر اكبر قصر فى القطر المصري حيث بلغت  مساحته 120 الف متر مربع وتكلفته كانت 60 الف جنيه مصرى.

 عرض القصر للبيع لأن أمينة هانم الهامي لم تحب سكناه  سنة 1905 ب 60 الف جنيه، و من الغريب أنه لم يباع الا في سنة 1939 ب 60 الف جنيه حيث شاع أن القصر به أشباح و شاعت قصة الاشباح .







القوات الانجليزية هي من اشترت القصر ب 60 الف جنيه سنة 1939 واستخدم كثكنات سيدى بشر او طابية سيدى بشر واستخدم كقلعة وكانت المدافع تحيط بالمكان ولوقت ليس بعيد كنا نسمع مدفع رمضان .


صورة من الايجيبشين جازييت : خبر شراء القصر من سمو الأمير محمد علي ابن الخديو توفيق 

  تهدم القصر تماما وتهدمت القلعة وبني مكانه عمارات طابية سيدى بشر وفندق المحروسة .......و لكن  مع الزمن تاكدت ان عفريت الخديو توفيق و العساكر الانجليز اللذين  ماتوا ما زالت  فى المكان والاشباح موجودى فى كل مكان و بقيت تروى قصص العفاريت عن المكان كتراث شعبي سكندري 

المصادر :
موقع دكتور سمير رأفت

دكتور خالد هيبة

الصور من موقع دكتور سمير رأفت 

هناك تعليق واحد: